samedi 9 août 2014

من سلسلة رسائل لم تنشر .

من سلسلة رسائل لم تنشر .


رسالة أدبية من طرف الكاتبة ذكرى ماضي .
 
أحبابنا ما أجمل الدنيا بكم لا تقبح الدنيا وفيها أنتم هكذا عبر اليا أبو ماضي -أستاذي الأول-عن حبه للبنان،ومعزة اللبنانيين بقلبه،وكيف أنه تألم لفراقهم وبعده عنهم بديار الغربة وبهذا أيضا أعبر عن شوقي إلى تلك الأيام التي جمعتني بكم وتركت أثرا كبيرا في نفسي،فقد كانت معرفتك أخي روان أنت وجميع أصدقائي بالنادي الأدبي من أكبر وأجمل الفرص التي قدمتها لي مدينة وهران،معرفة أفخر بها وأعتز،معرفة لم تتكرر مع غيركم.
أشكر لك صديقي كثيرا اتصالك للسؤال عني ومعرفة أحوالي،فأنا بخير وأزاول العمل كمدرسة بالطور الابتدائي،أحاول من خلال عملي بث نفحات شعرية في قلوب تلامذتي ،وألقي على مسامعهم قصائد متنوعة،متصورة نفسي بمنصة قصر الثقافة،هذا المكان الذي أفتقد إليه كثيرا وأحن إليه لكن لا أجرأ على دخوله ،لأن أصعب الأمور على نفسي مواجهة الذاكرة ونبش الماضي،دائما حين كنت أزور وهران ،أمر بالمحاذاة منه،دون دخوله،لأني أعلم أنه اليوم فارغ من وجوه أصدقائنا ومن أنفاسهم وكلماتهم،فارغ من نظرة سعد الثاقبة،وصوت عابر السبيل الهادئ،وثورة أمين،ورومانسية روميساء،وخجل سعاد،وغموض ياسين،وغرابة بن مسعود،وعصبية كريمة،وتشرد نور الدين عوالي،وسخافة سعدون،وغرور عمرو الصبائحي و..و...
أعلم اليوم أن المكان فارغ منهم جميعا،أو من أكثرهم وأنا لا أريد الاصطدام بهذا الخواء الموجع،أريد الاحتفاظ بصورهم في ذاكرتي كما كانت يوما،دون اثر للزمن والتغير،أتصور أن سعد ما زال مشاغبا كما عهدته،وياسين ما زال وسيما كما رأيته أول مرة وثائرا أيضا أريد أن أتخيل أن المكان مازال يعج بنا جميعا،وتصفيقات الجمهور وستائر النوافذ الحمراء،ورنين الكلمات تردد صداه الجدران.
فيه يا صديقي كم مراجعة الماضي مرهقة ومحزنة أيضا، ما زلت أذكر أول يوم وقفت به بتلك المنصة، وأول يوم التقيت فيه كل واحد منكم، ما زالت أصواتكم تدق أجراسها بأسماعي، وصوركم ماثلة أمامي وأنتم تتهامسون، تتناقشون، تبتسمون وتتجادلون و...
وحدك صديقي روان من بقيت على اتصال معه وان كان ضعيفا،لأني لم أراسلك منذ سنوات،لكن اتصالك بي الأخير شرع أبواب الذكرى وجعلتني أخط لك هذا المرسال الذي يرصد الذاكرة كملف من الأرشيف.
أريد أن أشكرك على لقائنا يوما وعلى اهتمامك بموهبتي وتشجيعك لي وعلى كل ما قدمته لأعضاء النادي،وعلى سهرك في طبع إبداعاتنا ونشرها بالجرائد،أنا فعلا مدانة لك،فقد كنت صورة عن الأب الذي حلمت دائما بأن أكون ابنته،حتى إني كنت أحيانا أحسد ابنتك الشاعرة التي كانت تحضر الأمسيات معك،هل تذكر يوم غنت فيه تلك القصيدة التي كتبها لها شوقي ((غنى الربيع)) ما زلت أذكرها بالفستان الأبيض والشعر المرسل وصوتها الدافئ هي أيضا صنعت معنا الحدث الأدبي حينها.
وأنا لأجل كل هذا الماضي الجميل الذي لن يتكرر فقدت الاتصال بكم جميعا كي أحافظ على نكهة الماضي وكل ما كان يجمعنا،ربما أكون أنانية بهذا ولكني لا أتحمل مواجهة الذكرى ورؤية التغيير الذي طرأ.فاعذروني أنا لم أكتب شيئا منذ افترقنا،بل أقفلت على كل ما كتبته سابقا بملف وخبأته،أجل فالشعر قد جف عندي برحيل تلك الأيام ورحل.
لا أدري صديقي إن كانت رسالتي ستصلك أم لا لأني أبعث بها لك على عنوان أعطيتني إياه منذ سنوات،ولكن في كل الأحوال أنا ممتنة لك جدا فلطالما راودني سؤال بخصوصك كيف يمكن لهذا الرجل أن يوفق بين واجباته الحياتية '' الأسرة،العمل،المجتمع'' وبين واجبه نحو الأدب رغم تقدم السن وعبئ السنوات،أنت فعلا معجزو ورجل عظيم،ولا بد أن وراء ذلك كله امرأة عظيمة،كيف لا وهي من مواليد برج العقرب مثلي،ما زلت أذكر حين قلت لي ذلك يوما،بلغ تحياتي إليها والى ابنتك الموهوبة.


زمورة ولاية غليزان ربيع 2002

الشاعرة ذكرى ماضي.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire