jeudi 18 mars 2021

جمعية " آثار العابرين" آن الأوان الانتقال من الفكرة إلى الانجاز.

 

جمعية " آثار العابرين" آن الأوان الانتقال من الفكرة إلى الانجاز.
 
نظمت جمعية آثار العابرين للثقافة والأدب أولى أمسياتها بعد الاعتماد بمكتبة بختي بن عودة زوال الأمس وهو اللقاء الذي حضرته وجوه قديمة دأبت على تنشيط المشهد الثقافي وأخرى جديدة وكثيرة برزت للوجود بفضل إصرارها على النجاح ومقارعة الكبار بكل ثقة في النفس وان دل على شيء إنما يدل على هامش الحرية وسياسة الأبواب المفتوحة وتقبل الآخر المختلف التي تنتهجها جمعية آثار العابرين التي هي ارث مشترك للجميع ولكل منتسبيها الحق في إبداء الرأي وتقديم أي مقترح بناء للجمعية تمكنها من تنامي قوتها وتزيد من عظمتها مستقبلا.
بداية افتتح الكاتب المخضرم والنائب الأول للجمعية السيد بوزيد محمود الجلسة بكلمة ترحيبية شكر فيها الحضور على تلبيتهم الدعوة وفي عجالة عرف بالمكتب المسير للجمعية وأحال الكلمة للرئيس الكاتب روان علي شريف الذي بدوره رحب بالحضور ونوه بالمساعدة التي قدمها له رئيس جمعية وحي المثقفين السيد عباس بن مسعود لإنجاح هذا اللقاء الذي جمع كتاب من الرعيل الأول من أمثال الشعراء الطاهر طواهري، أسامة سعد جودي ،عرون احمد ،نصيرة بن ساسي،الكاتب عبد الحاكم، الشاعر موساوي الطيب والقادم من غليزان الشاعر لزرق العربي والقادمان من معسكر القاص حلفاوي محمد والشاعر محمد مخفي وكان ضيف الأمسية الكاتب القدير السيد كازي ثاني عمر الذي يكتب بالفرنسية والذي تأسف لكونه لا يجيد الكتابة باللغة العربية لأنه ولد في زمن كانت العربية غريبة في موطنها لكنه أبى إلا أن يخاطب الجمع بلغة عربية سليمة وهذا يحسب للرجل.
ومن الوجوه الشابة التي حضرت اللقاء نذكر القادمتين من مدينة ارزيو الكاتبة كرادرة حليمة وشداد سعاد
ومن مدينة وهران الحالم رصاني محمد،القاص مراح رشيد،الروائية رجاء محمد،القاصة عائشة حاجي،الشاعرة فاطمة غربي ،الكاتب كداد محمد،والكاتبة ونان فتيحة،البشوشة يسرى بلقاسمي،والقاص الواعد ابرهيم قاري الذي أقامت له الجمعية بيع بالتوقيع على هامش الأمسية لروايته "آخر الرواق ".
وقد صرح رئيس جمعية " آثار العابرين" انه آن الأوان الانتقال من الفكرة إلى الانجاز.
إذ لدى إدارة الجمعية ستة أهداف تحاول تجسيدها على ارض الواقع وهي كالتالي.
- الهدف الأول هو التنقيب عن المواهب الشابة وإدماجها في النادي الأدبي وبما أننا جمعية ولائية سننتهج سياسة التكوين والتأطير وإنشاء نوادي أدبية على مستوى الهياكل الثقافية على مستوى ال 26 بلدية.
- الهدف الثاني إنشاء "صالون أم سهام الأدبي" على شاكلة صالون "مي زيادة " حيث نقوم بتكثيف النشاطات الثقافية وتنويعها بإقامة وبرمجة ندوات وأمسيات أدبية ومناقشة نصوص الأعضاء على الأقل مرة واحدة في الشهر.
- الهدف الثالث إقامة جائزة أدبية وطنية باسم الراحلة عمارية بلال "أم سهام" تسلم في 19 جانفي من كل سنة لأحسن عمل أدبي تختاره لجنة التحكيم المتكونة من أساتذة وكتاب مرموقين.
- الهدف الرابع مساهمة أعضاء النادي الأدبي في الحصص الإذاعية وتوجيههم للنشر الورقي في الملاحق الأدبية لبعض الجرائد المحترمة وذلك يعد في نظرنا ككتاب قدامى مقياسا لجودة النصوص المجازة للنشر والتي بحكم التجربة نعتبرها تأشيرة عبور للكتابة الاحترافية.
- الهدف الخامس إشراك أعضاء النادي في المسابقات الأدبية الوطنية والدولية.
- الهدف السادس نحاول على الأقل كل سنة طبع عملين أدبيين لعضوين تكون أعمالهما ناضجة وقابلة للطبع.
وبعد كلمة الرئيس استهل النائب الثاني في الجمعية الكاتب رومان سعيد كلمته إذ قال.
"في هذا المكان أو في أي مكان آخر و كثيرا ما يوجد منها يشبهونه من حيث المضمون و المعنى . عبر العابرون و عبّر كل واحد بما جاشت به قريحته، نظّمَ شعرا ، ألف قصة ، نصا مسرحيا ، عزف نوتة و لحنا ، فترك بصمة أو أثارا خلدته ليحيا بيننا . و إني وإياكم أكيد يستشعر روح من سبقونا العبور ترفرف في هذا المكان الذي ملؤوه و زينوه بالحب و السلام من خلال كتاباتهم و إيماءاتهم فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلا .. و نحن هنا جميعُنا يرغب أن ينهج منهجهم و يسلك سبيلهم مُغيرا فمُجددا ذاك التجديد المحمود و التغير المرغوب لنصل بالأدب و الفن إلى كماله و مُطلقَه ، و ما الكمال و المطلق إلا لله عز و جل .. الذي خلق لنا الحياة جميلة للرائعين أمثالكم .. فكونوا رائعين يكون الوجود أروع
... إيمانا مني أن لكل زمان رجاله و نسائه ، و أن حياتنا مبنية على التعاقب و المراحل ، و أن دوام الحال من المحال ، و أن لكل مقام مقال ، يجدر الإشارة إلى أن هذا اللقاء ، الذي سيتجدد و يتكرر سوف يأتي بثماره." ليكفي ذاتية النفوس العطشى للمُتعة السمعية و المرئية و إن لقاء الرجال و النساء الذين حلوا من كل حدب و صوب متحلين بالعزيمة ليرسموا أوتاد المحبة و سقوف السلام و لتكن مرحلتنا مرحلة النهوض و الرقي و صناعة أدب و فن يساهم في إرساء ثقافة فن الكتابة و القراءة و بوادر الانفتاح الثقافي كان له صدى بليغ من خلال الجمعيات و النوادي و المقاهي الأدبية التي جمعت شمل الكتاب و القارئين و الذواقين للكلمة ، حيث أقيم مؤخرا على سبيل الحسر "مسابقة الصيف الأدبي " الذي فرض وجوده وتواجده برغم الحالة الوبائية الخطيرة إلا انه أبى رواد الأدب و الإبداع إجراء هذه المسابقة و التي تكللت بالنجاح .. فكان هذا وقوف و تحفيز لمبدعين و أدباء على عتبة باب العبور إلى جمعية حديثة الوجود ، و التي أرسى معالمها الكاتب و الأديب " الأستاذ علي الشريف روان " الذي بذل مجهودات جبارة من أجل الحصول على الترخيص لميلاد جمعية جديدة " أثار العابرين " لتكون جنبا إلى جنب مع جميع النوادي و الجمعيات و المنتديات لمواصلة نشر الوعي"
بعد السيد رومان كانت مداخلة القاص مراح رشيد شيقة ومهمة للغاية حيث استحضر فيها روح الثورة التحريرية وتوقف عند محطة مهمة من مراحل الثورة وهي المناسبة العظيمة لدى كل جزائري وهي ذكرى عيد
النصر الذي نحتفل به بعد يوم.
قبل فسح المجال للمنشطة الشابة والواعدة جلول إكرام أن تنشط المرحلة الثانية من اللقاء التي خصصت للقراءات الشعرية تدخل رئيس جمعية وحي المثقفين عباس بن مسعود ليقدم مرشح الإجماع الشاعر ياسين مية مفتاح
للانتخابات المقبلة لرئاسة فرع اتحاد الكتاب لولاية وهران وهو المنصب الذي لا يزال شاغرا منذ أن وفت المنية المرحوم الشاعر ميلود عبد القادر الرئيس السابق.
ختاما أعطيت الكلمة الأخيرة للشاعر عطلي كريم الذي ألقى قصيدة نوه فيها بما يقوم به رجال الظل من المثقفين للنهوض بالثقافة الأصيلة بوهران لكي لا تسقط المدينة في مستنقع الترقيع والنسيان.
قبل الإكراميات أجريت القرعة لكي يتعرف على من سيحصل على الكتب التسعة التي أهداها فيما بعد مؤلفوها على من فازوا بالقرعة وكانت الكتب لكل من القاص إبراهيم قاري،الروائي عمر كازي ثاني،الروائي
عشاب صالح.واستحسن الحضور هذه المبادرة التي تجمع بين الكاتب والقارئ وجه لوجه وهي مبادرة أخذتها إدارة "آثار العابرين" على عاتقها كتقليد في كل أمسية.وتفرق الجميع على امل اللقاء في موعد اللقاء القادم بعد خمسة عشر يوما بمكان مختلف يحدد فيما بعد حسب الفضاء المتاح.

لا مستحيل.