samedi 9 mai 2020

العبور

لم أكن اعلم ما كان يقوله لي من حين إلى آخر يوم كنا نلتقي بمكتبة المدينة إلى أن فقدنا براءتنا .كان كلما افترقنا ينظر إلى وهو يبتسم ويقول لي لوجهك الطفو لي الشفاف الذي عوضني عن حضن أمي الدافئ في ليلة ماطرة ولادكارك التي وهبتني قربانا لآلهة التيه في مواسم الجنائز. مليندا أنت تسابيح ريح عاتية أخذتني في طريقها من أول يوم عرفتك كل تعابيري الممكنة ويبقى سؤالي جروح خلف أسوار الروح يتلو ادكار المنفى يبحث عن وطن من عدم في ارض السديم.." وتمر الأيام وجاء اليوم الذي كنت أخشاه معلنا عن حياة أخرى مضطربة وغامضة أجهل تفاصيلها.ما كنت اعلمه انه سيرحل عن المدينة التي كانت له مدرسة علمته أسرار الحياة وأشياء أخرى كان يجهلها. حزم أمتعته على عجل وكأنه يود الهرب من ذكرياتنا الجميلة التي قضيناها بين ثنايا أزقة حي الصديقية الهادئ قبل أن يمزق صمته فاجعة اغتيال حسني عند زاوية المقهى.لم يخبرني بسفره المفاجئ خشية من مرافقته لكي لا تنزف جراحي وتقتلني الحسرة عن قرار لم يكن بأيدينا.توقف بمحطة المسافرين ليلا وتوقفت معه عجلة الزمن. تذكر شاطئ مرسى الحجاج في تلك الصائفة وقهقهات أطفال المخيم التي ضاعت في صخب الأمواج الناعمة وهو يهتف لي "مليندا لو كان كل هدا الجمع من الأطفال أطفالنا؟".. نسى كل من هم حوله تمالكه الخوف وأدرك كلمات ومعان كنت اسمعه إياها لم يعطيها وقتها أهمية.نظر من حوله لعله يجد من ملامح من زرعته وردة وهي الهامشية التي لم ينتبه لها احد.. كانت قاعة الانتظار مكتظة،تعج بالوافدين والذاهبين يبدو أن قرار الرحيل أربكه وما أصابه يفوق ما أصابني لعله كان يخشى أن يودعني. ولم يكن بمقدوره تحمل لحظات الوداع الأليمة. وهو في حيرة من أمره سمع صوتا ينبعث من مكبر الصوت ينادي " المطلوب من المسافرين المتوجهين إلى الشرق.. أن يتوجهوا بأمتعتهم إلى الحافلة المتوقفة عند الرصيف رقم اثنين.وهو يعبر الخطوات التي تفصل بينه وبين الحافلةأحس بان حياته لن تكون كما كانت عليه من قبل فهو يعبر المسافة التي تفصله عن حياة أخرى لا يعلم كيف ستكون من غيري .
وهران محطة كاستور 10 جويلية 2001

mardi 5 mai 2020

بارود شرف


وحيدا في مكان منعزل..
داخل مقهى شعبي بين فوضى الزبائن واعمدة دخان السجائر
ما زال جرحك غائرا ولا زال شارع العطارين يذكرني بخطاك

بعد عشرون احتمالا لا زال الامل ان القاك .قد القاك بين فواصل الكلام
عند حلول كل شتاء، تتشابه الحروف ويتكاثف الغمام.اراك ولا اسمعك كصوت هارب
كبارود شرف شارد لن يستسلم للهزيمة وقد تكون هي اخر الطلقات
...