vendredi 1 décembre 2017

الكاتبة والشاعرة الصاعدة عبد الباقي هاجر

باب الحرية




للصدفة باب من أبواب الحرية ندخله بلا سؤال وللغياب ما تبقى من أحاديث الرماد.
 قم أيها الرفيق انهض من سباتك العميق ولا تتوقف عند منتصف الأشياء.لا السعادة ولاالكآبة يلتقيان عند المنتصف،إما أن تكون أو لا تكون.
  الحياة مركب عائم يأخذنا حيث لا ندري فلنتمسك بإيماننا ولا ننساق.تعلمنا بما فيه الكفاية.
أيها اللص الصغير،جيوبنا فارغة هكذا أرادوا لنا ولك.يكفيهم أننا نتقاتل على فتات موائدهم وتصادر الأرزاق.
  لا تتوقف عند المنتصف بل قاتل.كل هزائمنا تشهد أننا توقفنا عند المنتصف واستندنا على جدار مائل كنا نظنه نهاية المطاف.
  انظر إلى هذا البذخ،هاته اللاءات التي تسمع في الشارع وفوضى الأشياء التي من أجلها أصابنا الزكام.
 قم وقاتل...
قاتل من أجل أطفالك..
قاتل من أجل وجودك..عن المساحة الضيقة التي تركوها لك لتضع قدميك.
قاتل من أجل بقعة الضوء مساحة في وجه الليل الظالم.
قاتل إلى أن تقتل أو تنتصر.

lundi 15 mai 2017


من سلسلة رسائل لم تنشر

الا تكفيك 115 يوما من العزلة ؟
كانت كلماتي مرتبة ، مرصوفة ما يمكنني من احياء رواية (( بريد الموتى)) لكنها ضاعت مني كلها بمجرد أني تخيلتك تقفين أمامي بعد كل هاته المتاهة من الأيام.
115 يوما من موت قلم يكتب الغياب ما كنت أظنه يفيق من سباته العميق ،ما كنت أظنه اقرب من حبل الوريد.
كنت أتوقع مع كل صباح جديد مجيئك للاعتذار أو على الأقل تنبعثين من رمادك كالعنقاء في اول ذكرى لأول لقاء...
في صباح ذكرى أول لقاء يا مي جلست في نفس المكان، بنفس المطعم ، في نفس التوقيت وانتظرتك.ظل كرسيك فارغا امامي..اقترب مني النادل طلبت وجبة لي ووجبة لك كما كنت تطلبينها من قبل وانتظرت . طال الانتظار ولم أكل شيئا وحين انصرافي التمست لك اكثر من عذر وقلت لعلك تأتين يوما ولو متأخرة لتخمدين حرائقي يا أم الحرائق.
لا شيء يعجبني يا مي قلت لك في اخر لقاء ، كانت الريح تعوي والجو بارد والوقت متأخر في هذا المساء الشتوي وكنت حزينا من تصرفاتك ومن فشلي في اخذ لك اخر الصور على البساط الأحمر .كم من مرة قال لي يناير الأسود بعد ضياعك ، ما كان لك ان تركب قطارها ما دمت تعرف ان الوصول الى عينيها مستحيل...
وتماديت في حلمي احلم باشياء صورها لي جنوني الى غاية هذا المساء الحزين، هذا المساء الذي ودعتك فيه ولم اكن اعلم انه الوداع الأخير حيث قلت لك وانا امسك يدك بلطف (( اعلمي يا مي ما عادت الصداقة تكفيني واخشى ان أضيعك مع الصيف وهذا ما لا يرضيني اني احبك جدا..جدا..وجدا )) وكان اخر كلام. يومها لم اكن اعلم انه سيكون اخر كلام بيننا ومع تطور الأحداث ايقنت انك وقفت على حقيقة تكبرنا وصار المشي في نفس الاتجاه مستحيلا واصبحنا نلعب بالنار وقد نحرق المدينة برمتها كما كنت اقول لك مازحا ودائما وكنت تعقبين علي (( وقد نموت في احتراقها وهذا ما لا ارضاه لك ولي )).
الا تكفيك 115 يوما من العزلة يا مي ؟ فجراح الذاكرة لا تزال مفتوحة ولا زالت الأمكنة تهمس في اذني (( هنا لكما ذكرى ..هنا كانت لكما وقفة.. )) وتولدين من جديد على ارصفة المدينة في وجه كل امرأة تصادفني مبتسمة في وجه الصباح .مي لن تغيبك الأيام ستظلين مزارا لكل العاشقين،لكل المنفيين ولكل الذين غابوا ولا زالت تحتفظ بهم الذاكرة.

وهران 13 ماي 2017

lundi 13 février 2017

امراة مولوعة بالحرائق


22 جانفي 2017
      امرأة مولوعة بالحرائق.

مرت سنة على وفاة جدتي ولم أتذكرها أبدا لكني اليوم فجأة ظهرت لي ملامحها في دخان سيجارتي المتصاعد.تذكرت نصيحتها بمجرد أن أشعلت السيجارة رقم ألفين وأربعة مئة.
 جدتي أوصتني  وهي على قيد الحياة  الا أقبل هدية من امرأة مولوعة  بالحرائق، لم اخذ بنصيحتها وتصرفت عكس المنطق قبلت هدية امرأة جاءت من أبعد مدينة جمعتنا  الأقدار  وكانت هديتها عبارة عن ولاعة سجائر فاخرة في عيد ميلادي الأخير.
تسلمتها منها رغبة مني الا احرجها ورغبة منها أن ترفع التحدي أمام زميلاتها وتشعل بنفسها سيجارة رجل تجاوز الخمسين بقليل.
  تلك المرأة أشعلت أولى سجائري وتركت لي ما تبقى منها لأشعلها بنفسي كلما يأخذني الحنين اليها.كيف تتمنى لي في اخر رسائلها موفور الصحة  وأنا احتفل لوحدي  بعيد اول لقاء وآنا على هذا الحال ؟