mercredi 23 septembre 2020

كثير من الدم والدموع


 

 

ما كان يخطر ببال أحد منهم أن يحدث ما حدث..

كان الأمر أشبه بأن تطبق السماء بكل ثقلها على صدرها حتى تكاد تختنق ويفور دمها الجزائري وقت الضيق معلنا عن ثورة كرامة مكنتها من تجاوز الخوف وأشعرتها أثناء وقوفها الطويل بالاهانة عند حواجز التفتيش على امتداد اشارع المكتظ بعساكر الاستعمار أمام الأسلاك الشائكةال
بخطوات جادة مستقيمة كانت فتاة في مقتبل العمر لم تتعد الثانية والعشرون من عمرها، ترتدي تنوره حمراء و قميص أبيض تسدل شعرها الأسود الطويل الذي يغطي كتفيها وصدرها.تسير في شارع ضيق قبل أن تدخل أحد المنازل الواقع على الشارع الرئيسي من بابه الخلفي.كانت على أثرها امرأة أخرى أكبر منها سنا على الهيئة نفسها ترتدي معطفا أسودا قاتما تحسبا من أن تسقط الدمعة المتحجرة في سماء حي القصبة من ذلك الصباح الباكر لذلك اليوم ا لخريفي الحزين .
دخلت جميلة هي الأخرى من الباب الخلفي وأغلقته وراءها.خلف الباب ساحة المنزل الواسعة التي كانت تشبه مدرسة خصوصية تديرها امرأة اكبر منهما سنا كانت تلك المدرسة بدورها تأوي غرفة صغيرة وجدت، بداخلها شخصا كان ينتظرهما في قلق وفي ركن من أركان الغرفة كانت هناك ثلاثة طرود عبارة عن علب من الكارتون متوسطة الحجم، بدت كأنها استجلبت منذ قليل من سوق العطور المجاور لتؤدي غرض ما لا بعرف سره إلا النسوة الثلاثة ورابعهم الذي كان في انتظارهم .
العاصمة تغلي ويخيم على أجوائها صمت رهيب
والجبهة تبحث عن رد وشيك انتقاما لضحايا القصبة الذين سقطوا وهم امنين داخل بيوتهم  بشارع "ثيباس" على يد الشرطي اشياري وفريقه المجرم..

 يومها كل نسوة القصبة جاؤوا بالكامل للاشتراك في حفلة الصمت التي كانت من الممكن أن تكون صخبا ورقصا وتبادل التهاني والقبل في زفاف عبد الرحمان لو لم يكن هذا الذي حصل منذ شهر ونصف تقريبا، منذ أن ودعوا عبد الرحمان وسبعون شخصا من جيرانهم وفلذات كبدهم جراء ذلك الاعتداء الوحشي الجبان ليلة العاشر أوت 1956. لم تتمكن لا زهراء ولا رفيقتيها جميلة ولا سامية من نسيان تلك الحادثة التي غيرت مجرى حياتهم ولا تلك الصور لسكان العاصمة خاصة سكان حي القصبة وهم يتعرضون للاغتيالات والسجن ويقتادون كالقطعان إلى مراكز التعذيب أو يعذبون داخل منازلهم بأفظع الصور، اندهشوا حينها وهم يشاهدون الأبرياء من الشعب  يقتادون إلى المحتشدات، بالمقابل شاهدوا الفرنسيين وهم يتلذذون بهذه الأوضاع ومما زاد في امتعاضهم رؤيتهم للخونة وهم يحتفلون مع أسيادهم الفرنسيين اعتقادا منهم إخماد نار الثورة والقضاء عليها بالقمع . كانت تقام لهم حفلات وسهرات فنية نهاية كل أسبوع  في مختلف القاعات والمساحات المخصصة لمثل هذه المناسبات. صرخت زهرة وثارت جميلة وتألمت سامية وعبروا للرجل الواقف أمامهم عن آلامهم وعن استعدادهم للتضحية مهما كان الثمن المهم أن لا ينعم هؤلاء بالجزائر..

ما زالت كوابيس ضحايا القصبة تطاردهم حيث ما حلوا ولا زالت مشاهد البشاعة والغطرسة مرسومة أمام أعينهم.حاولوا جاهدين محو من ذاكرتهم كل تلك الصور لكنهم لم تستطيعوا.. كان سبر أغوار الوضع القائم صعب للغاية،لا ابتسامات ما عاد الدموع المتحجرة في المدامع، ولا مكان للكلمات السعيدة سوى الحسرة على ما وقع . وحدها زهراء طالبة الحقوق أضفت شيئا جديدا على الوضع القائم عندما أخذت تستذكر بصوت منقبض مآثر الثورة المباركة وشجاعة إخوانها الذين زفتهم شهداء من أجل حياة الوطن واسترداد الحرية المسلوبة .

   كما دخلت زهرة ترتدي التنورة الحمراء والقميص الأبيض غادرت الغرفة مودعة أولا بنفس الملابس سوى أنها غيرت حقيبتها بحقيبة اكبر، تلتها جميلة بوحيرد بعد لحظات ثم غادرت بعدهما سامية لخضاري في اتجاه مغاير.

بخطوات جادة مستقيمة من غير أن تكون في إثرها جميلة التي رافقتها،عرجت زهرة على كشك بائع الورود واشترت بضع وردات حمر وعلبة سجائر،أشعلت سيجارة هي التي لا تدخن فقط لكي تظهر كالأوروبيات ،وهي في كامل زينتها ظلت في غنج  تنفث دخان سيجارتها وتوزع الابتسامات في طريقها كلما ادعت الضرورة حتى أنها أهدت بعض من ورودها الحمراء لعساكر" لاكوست" المجرم وتلك الحيلة أبعدت عنها الشبهات ومكنتها من اجتياز كل المتاريس بسلاسة وبلا تفتيش .
لم تضيع زهراء وقتها بمجرد أن دخلت إلى مقهى "ميلك بار" اتخذت مجلسا لها وضعت الحقيبة بين رجليها ثم دفعتها تحت الطاولة وكانت الساعة تشير إلى السادسة وخمسة وعشرون دقيقة. لم يبق لها إلا عشر دقائق لمغادرة المكان والابتعاد.وعند رؤيتها لوجوه الزبائن قالت لا بد أن هناك أشخاص أبرياء وهي الطالبة المستجدة في كلية الحقوق ثم تساءلت في قرارة نفسها "أيمكن القتل من اجل قضية عادلة؟"

من بين الحشود المتواجدة بداخل "الميلك بار" اطل العريس الضحية عبد الرحمان ابن القصبة برأسه أمامها، ابتسمت وسمعت هاتفا يرد عليها وكأنه هو " قضيتنا عادلة لا بد لنا أن نقاتل من اجلها حتى وان استدعى الأمر أن نلجأ إلى أساليب غير عادلة".

 انسحبت ببرودة أعصاب تاركة حقيبتها اليدوية تحت الطاولة التي لم ينتبه إليها أي احد من تلك الحشود التي تملأ القاعة.

فبعد برهة وهي على بعد مائتا متر عن المكان دوى انفجار ضخم، تهشم زجاج "الميلك بار" والعمارات والمكاتب القريبة، تعالت الأصوات هنا وهناك، تطاير الغبار وحجب الرؤية .سمعت صفارات الإنذار من بعيد، هرعت فرق الإنقاذ بسرعة وحضر رجال الإطفاء لإخماد ألسنة اللهيب التي طالت الطابق العلوي للمقهى.
حضر رجال الإعلام بكثافة ولفيف من العسكر فريق من المحققين، أغلقوا الشارع بأكمله ولم يسمح لأي ساكن أن يخرج منه أو يدخله وما تزامن ذلك الانفجار بدوي انفجار ثاني في مقهى أخر بشارع "ميشلي".عمت الفوضى والارتباك وسقطت أطروحة العاصمة مؤمنة.
بعد ساعة من عملية التمشيط والتأكد من الحادثة وحيثياتها أعلنت الحاكم العام في بيان مقتضب إن    "ارهبيو" جبهة التحرير ضربوا مرة أخرى قلب العاصمة أعلنت فيه بأن عملية "الميلك بار" تعد عمل ارهبي نفذته امرأة حسب شهود عيان .وتوالت التقارير والتحليلات لهذا التطور الجديد في أسلوب جبهة التحرير واستنتج المحققون أن منفذة عملية "الميلك بار" كانت تحمل ملامح أوروبية.  
هناك بأعالي العاصمة في مكان ما سري للغاية وصل رجل بعد نصف ساعة من الانفجار في صورة شحاذ ،ملابسه رثة يطلب حسنة ، خرج رجلا من بيت آيل للسقوط ادخل يده في جيبه وهو يسلم له الصدقة قال الله الشحاذ بصوت خافت " لقد أخذنا بثأر ضحايانا... العملية تمت بسلام، لا تقضي ليلتك هنا" رد الرجل "نعم
..نحن ننتظر الأسوأ " وبالفعل لم يمضي كثير من الوقت حتى بدأت "معركة الجزائر " وهذه المرة لا رجعة فيها من كلتا الطرفين. كانت مرحلة أكثر عنف وأكثر وحشية مملوءة بالدم والدموع سحق فيها كثير من الأوروبيون وكثير من المسلمين وكان ذلك ثمنا للحرية التي ننعم بها اليوم.

                                      بقلم  الكاتب روان علي شريف.                                                                          
 
وهران يوم 20 سبتمبر 2020

mardi 25 août 2020

إلى امرأة ضاعت في منتصف الطريق

 

ألا يمكنني نسيانها؟

تركتها تحبني بطريقتها وتهرب مني في كل الوقت، وتغضب كلما رأتني وتثور في وجهي وتقول لصديقاتها أنها تكرهني وستقتلني وفي قتلي انتحارها.

ألا زالت تحتمل الألم لألمي وتتمنى لي الموت ونصف المرض وبعضا من اليأس حتى لا أسرع في سيري فتفقدني كما فقدنا براءتنا أمام المراة وبين دروب الحياة ورموش العين دمعة عاشق انحدرت من صمت الجياع.وتلتفت إلي لأنها تكرهني كما تزعم وتسخر مني وفي اعترافاتها جرح قديم يتجدد مولدها فيه و في نهاياتي الواعدة بليال كاذبة.

وابتسمت بعد فوات الأوان عندما قالت دعني أرفضك وأنتقم منك بطريقتي ووسائلي وابحث عنك لما أطردك وأبكي حين أضحك بسماع أخبارك وأرقص لعذابك وأنا أعلم كم تحبني وكم يجب أن تتحمل حماقاتي وسخافاتي لأنني لا أستطيع أن أعترف مثلك.

أخبرتني هكذا في عيد ميلادها الرابع و العشرين منذ أربع سنوات واعترفت أنها لا تهوى انهياري وتحبني من أجل صلابة مواقفي المنهارة المتأرجحة بين الثبات والوفاء اللامعقول وبين أسرارها والربع الأخير من غموضها حيث سقطت آخر جيوب المقاومة.

ليست حمقاء وليست ذكية كما كنت أتصورها بل هي امرأة كما طلبت مني أن تكون ، لم أنسى أنني انتشلتها من قائمة الأطفال وحملتها إلي باسم النساء وكان لي ما تبقى من طفولتها حلقة وصل لتمردها على الأوضاع القائمة.

هكذا كانت منذ سنين وقد رجوتني أن أرحل عنها أو ترحل عني ما رضيت بأي حل، أين الحل؟أستلغي الآن كل مواعيدها لتنتقم مني فيها ؟ لا أحزن،لا أغضب ،لا أيأس ودعوني أحبها بطريقتها وتعود إلي في آخر المطاف مع آخر الأعياد لتقول لي أكرهك وأعلم أنها تكذب وأصدقها وهي تحدق في عيني وتعترف أنها تحبني ولا أصدقها.

وبرغم هذا الصخب يبقى الأمل. الأمل هو ذاك الصباح المتجدد، ذاك الكتاب الذي أتصفحه كل ليلة أبحث فيه عنها وعني، في بعض فقراته تتوقف عقارب الساعة وتحملني الدهشة إلى صدمة أول لقاء، كانت الريح تعصف وكان الشارع الطويل يعج بالغرباء من أمثالنا وكان بالصدفة عيد المحبين.
يا لحظنا العاثر كادت الريح أن تخطفها مني في لحظات سهونا، أمسكتها من خصرها ومشينا في طريقنا إلى متحف المدينة

 في منتصف المسافة طرنا لسماء ثامنة بلا أجنحة.طرنا حيث لا يتواجد بشر هناك أين ارتكب ادم خطيئته الأولى.
بعد أربع سنوات لا زال الشوق يذبحني ولا زلت أرى وجهها
على الحيطان، ولا زالت لحظات الانتظار تعذبني ولا زالت صفارات الانذار توقظني من سباتي العميق ولا زال طيفها يطاردني داخل محطات القطارات المغادرة.
بعد أربع سنوات لا زال الجرح غائرا ولا زالت ذكراها تلهمني في منتصف الليالي لأكتب شيء عن سيرة امرأة مستبدة أحتفظ به لنفسي وأعود إليه كلما تحل ذكراها.
بعد أربع سنوات لا شيء تغير لا زال قطار منتصف النهار يقلع من المحطة في وقته المحدد ولا زالت الساعة الحائطية تحافظ على نظامها الدقيق ولا زالت هناك روحي تقف على الرصيف تودع المغادرين كل خميس.ولا زال جنوني يصور لي
وجهها في كل وجه امرأة مغادرة تجر حقائبها في عجل.ولا زلت أنا وفيا لأمراة خانت كل المبادئ وكل القيم.

samedi 9 mai 2020

العبور

لم أكن اعلم ما كان يقوله لي من حين إلى آخر يوم كنا نلتقي بمكتبة المدينة إلى أن فقدنا براءتنا .كان كلما افترقنا ينظر إلى وهو يبتسم ويقول لي لوجهك الطفو لي الشفاف الذي عوضني عن حضن أمي الدافئ في ليلة ماطرة ولادكارك التي وهبتني قربانا لآلهة التيه في مواسم الجنائز. مليندا أنت تسابيح ريح عاتية أخذتني في طريقها من أول يوم عرفتك كل تعابيري الممكنة ويبقى سؤالي جروح خلف أسوار الروح يتلو ادكار المنفى يبحث عن وطن من عدم في ارض السديم.." وتمر الأيام وجاء اليوم الذي كنت أخشاه معلنا عن حياة أخرى مضطربة وغامضة أجهل تفاصيلها.ما كنت اعلمه انه سيرحل عن المدينة التي كانت له مدرسة علمته أسرار الحياة وأشياء أخرى كان يجهلها. حزم أمتعته على عجل وكأنه يود الهرب من ذكرياتنا الجميلة التي قضيناها بين ثنايا أزقة حي الصديقية الهادئ قبل أن يمزق صمته فاجعة اغتيال حسني عند زاوية المقهى.لم يخبرني بسفره المفاجئ خشية من مرافقته لكي لا تنزف جراحي وتقتلني الحسرة عن قرار لم يكن بأيدينا.توقف بمحطة المسافرين ليلا وتوقفت معه عجلة الزمن. تذكر شاطئ مرسى الحجاج في تلك الصائفة وقهقهات أطفال المخيم التي ضاعت في صخب الأمواج الناعمة وهو يهتف لي "مليندا لو كان كل هدا الجمع من الأطفال أطفالنا؟".. نسى كل من هم حوله تمالكه الخوف وأدرك كلمات ومعان كنت اسمعه إياها لم يعطيها وقتها أهمية.نظر من حوله لعله يجد من ملامح من زرعته وردة وهي الهامشية التي لم ينتبه لها احد.. كانت قاعة الانتظار مكتظة،تعج بالوافدين والذاهبين يبدو أن قرار الرحيل أربكه وما أصابه يفوق ما أصابني لعله كان يخشى أن يودعني. ولم يكن بمقدوره تحمل لحظات الوداع الأليمة. وهو في حيرة من أمره سمع صوتا ينبعث من مكبر الصوت ينادي " المطلوب من المسافرين المتوجهين إلى الشرق.. أن يتوجهوا بأمتعتهم إلى الحافلة المتوقفة عند الرصيف رقم اثنين.وهو يعبر الخطوات التي تفصل بينه وبين الحافلةأحس بان حياته لن تكون كما كانت عليه من قبل فهو يعبر المسافة التي تفصله عن حياة أخرى لا يعلم كيف ستكون من غيري .
وهران محطة كاستور 10 جويلية 2001

mardi 5 mai 2020

بارود شرف


وحيدا في مكان منعزل..
داخل مقهى شعبي بين فوضى الزبائن واعمدة دخان السجائر
ما زال جرحك غائرا ولا زال شارع العطارين يذكرني بخطاك

بعد عشرون احتمالا لا زال الامل ان القاك .قد القاك بين فواصل الكلام
عند حلول كل شتاء، تتشابه الحروف ويتكاثف الغمام.اراك ولا اسمعك كصوت هارب
كبارود شرف شارد لن يستسلم للهزيمة وقد تكون هي اخر الطلقات
...

mercredi 26 février 2020

امرأة مولوعة بالحرائق










أبلغ وأغلى رسالة تلقيتها بمناسبة عيد ميلادي
ذات 24 فبراير 2016
بعد 4 سنوات......
وهران 24 فبراير 2020
 

........ لا شيء يعجبني ........

 مرت سنة على وفاة جدتي ولم أتذكرها أبدا لكني اليوم فجأة ظهرت لي ملامحها في دخان سيجارتي المتصاعد.تذكرت نصيحتها بمجرد أن أشعلت السيجارة رقم ألفين وأربعة مئة، جدتي أوصتني وهي على قيد الحياة الا أقبل هدية من امرأة مولوعة بالحرائق، لم اخذ بنصيحتها وتصرفت عكس المنطق قبلت هدية امرأة جاءت من أبعد مدينة جمعتنا الأقدار وكانت هديتها عبارة عن ولاعة سجائر فاخرة في عيد ميلادي الأخير.
تسلمتها منها رغبة مني الا احرجها ورغبة منها أن ترفع التحدي أمام زميلاتها وتشعل بنفسها سيجارة رجل تجاوز الخمسين بقليل وكسبت الرهان.
تلك المرأة أشعلت أولى سجائري واختفت وتركت لي ما تبقى منها ومن السجائر لأشعلها بنفسي كلما يأخذني الحنين اليها.كيف تتمنى لي في اخر رسائلها موفور الصحة وأنا اليوم احتفل لوحدي بعيد اول لقاء معها ومع السيجارة ؟

Aucune description de photo disponible. .

نامي يا حروفي


لو كان الحزن أرجوحة وداد ما نفذ صبري وطارت من رأسي أسراب غربان وبقيت وحدي في مهب الريح يتأبطني الذهول أتحدى النسيان وحدها الذاكرة تقاتل تلك الامتلاءات المجنونة المشحونة بالغضب ، المسكونة بالخراب
عودي كامرأة شكلتك في بداية الحلم وفجري من حولي ما تبقى من حنين لعلني أرسم وجهك على حدود السديم.تتشكلين أمامي لحظات ذابحة منذ أن تهاوت كل المثل التي بنيتها من عرق الجبين ومشيت وحدي ابحث عن آثار العابرين إلى أن أدركت الشاطئ اللعين ووجع الكتابة يسكنني وسؤال كبير احمله بداخ
لي لكل العشاق. وحدي رمتني الأقدار إلى هامشك السحيق.آه لو تدري يا حروفي أني فقدت ملامح وجهك في صخب الأمواج ، يتسلقني الحزن مرات،يتصاعد الألم من أعماقي، يواصل زحفه، يتلاشى الضوء من أمامي ويخط قلمي بحبر أسود وصفة دواء سحرية لتمثالك الحجري وأسفي جرحا أبديا ممتدا مند ولادتي إلى حدود ثنايا الروح المتعبة ما أصعب الوقوف على شاطئ مهجور ليلة شتاء على أقدام دامية نعلن للملأ خراب المدينة وللذين ينتظرون حضرة القرار الرصين أقول نامي يا حروفي وتوسدي معطفي الأسود، لا تنتظري الغد ولا أنتظر الاعتذار لأنهم بكل بساطة لم يولدوا بعد في نظري ومهما فعلوا لم يساووا شيء في نظر الآخرين.

مجرد احتمال


شعر بالقرف،اسودت الدنيا في عينيه وأمطرت.أشعل سيجارة وطلب فنجان قهوة وانطوى على نفسه،وفي المقابل انتابه شعور بالذوبان كسكر قهوته في المدى الممتد أمامه نحوما لانهاية غمرته سعادة انية خلصته من عزلته لبعض الوقت وأيقضت في نفسه رغبة الغناء.تزاحمت الوجوه من حوله وأمامه،نما جرحه الغائر بين نكهة قهوته ودخان سيجارته المحترقة تزامن ذلك مع مرور شبه امرأة تسكنه بالغياب.توقف الزمن وأشنقت أمانيه احترق ما تبقى من السيجارة فأحرقت أصابعه.تلاشى المشهد ووقف على حقيقة أنه ليس وحده على وجه البسيطة يتألم.نادته الريح; يا باحثا عن الحقيقة لا تتعب نفسك .لا حقيقة مطلقة في هذا الكون .كل شيء نسبي،كل شيء مجرد احتمال.

jeudi 30 janvier 2020

الثابت والمتحرك

الثابت والمتحرك
ولعشاق هذا الوطن لغة أخرى كلغة الصمت لن يدركها الا الشعراء
منها ما هو ثابت ومنها ما هو متحرك ما كان لهذا النص أن يكتب لو لم اكن من ركاب هذا (( ا
لكارسان)) يوم هذا الثالث عشر الذي يسبق ذلك الرابع عشر.
عجيب هؤلاء القوم والأعجب أمر سائقنا العجوز فهو لا يختلف عن الاخرين.كيف به يقتنع بأكذوبة ضل يرددها الركاب على مسمعه ويجعل من المتحركات ثوابت وسواكن ومن الثوابت متحركات.كيف به ينصاع لأمر زبائنه بالتوقف عند كومة الحصى ((gravier )) والثابت ان المكان خال!؟
الثابت أن هي العادة والمتحرك هو المنطق.
المتحرك نحو الأمام هي المجتمعات التي تحترم كبيرها وتقدر مفكريها ولا تنسى مثقفيها من حاملي الشهادات.
الثابت أن فئة الشباب منا لم تزل غير مؤهلة لاحتلال مناصب عليا
تحت متحرك متناقض (( ناقص تجربة)) والثابت انها أكذوبة قديمة
لا تتماشى مع عصر العولمة