mercredi 16 novembre 2022

مسرحية ما قبل النور

 

مسرحية ما قبل النور.
 
 

 
انتظم اليوم لقاء فريد من نوعه بدار الثقافة زدور ابراهيم بوهران من تنظيم جمعية اثار العابرين للثقافة والادب وبالتنسيق مع فرقة المسرح الجديد التي يتراسها الشاب الواعد المسرحي بن حمو زينو وهي مبادرة تستحق التشجيع حيث كان المبدع زينو محقا وذكيا حينما اقترح على جمعية اثار العابرين ان تقام امسية ادبية خصيصا للقراءة الدرامية لها ومناقشتها قبل عرضها من طرف الكتاب واهل الاختصاص من مسرحيين وصحفيين وبالفعل هذا ما تم اليوم زوالا 15 نوفمبر 2022 بدار الثقافة بحضور المديرة نفسها وجمهور ذواق ابى الا ان يدلو بدلوه في المناقشة التي اعقبت القراءة الدرامية التي تفضل بها المسرحي بن حمو بحضور طاقم الفرقة كلها من ممثلين وممثلات من الشباب الطموح.
حضرت بعض الوجوه من المسرح ومن الادب والتربية نذكر منهم المسرحي القدير غوتي عزري الشاعر عبد القادر بن عثمان القاص روان علي شريف رئيس جمعية اثار العابرين.الروائيتين خديجة ادريس ومريم بودهرى كما لا ننسى الشاعر زلاط عثمان وممثل مكتب جمعية الاصلاح المربي بن جلول مجاهد وكثير من المهتمين الذين تفاعلوا وناقشوا بعض الجوانب الخفية من النص المسرحي وطرحوا بعض الاسئلة البناءة التي استقبلها المخرج بقلب رحب وكانت هناك انطباعات كثيرة من الحضور يصعب حصرها هنا الا اننا نعرض ما جاء على لسان الكاتبة خديجة ادريس العضوة النشطة بجمعية اثار العابرين للثقافة والادب.
" لا يزال الفن والتاريخ والوطن بخير بفضل شباب ينحتون من حطب الصعوبات أجمل التحف في مدينة وهران التي تحضن الكثير من المبدعين في خلق الحياة من اليأس ، وقتل العتمة بالنور تلك الرسالة النبيلة التي تحملها خشبة المسرح في الظل ومع هذا ترى النور من وراء الحجب الكثيرة من خلال تلك المشاهد المسرحية الخلاقة التي عايشنا بين أوراقها عذاب شعب ، وزاحمنا بين مشاهدها صخب الأسواق ، وبين قضبان السجون بصيص الأمل . وبين الفراق الحار عانقنا أنفسنا والتقينا بشخصيات لا نعرفها ولكنها صارت جزءا من عواطفنا ، وذاكرتنا ، شخصيات خرجت من الأوراق بطرح ينبض حياة ، وملامح يافعة تحمل بداخلها الكثير من دفاتر التاريخ ، وقصص من عايشوا المأساة عشية انفجار ٱثم سرق الكثير من الأمنيات ، سرد خلاق منعش ، وفكرة متوقدة ، وفضاء انتقلنا من خلاله إلى الماضي حيث رائحة تلك القنبلة لا تزال تعبق في ساحة الطحطاحة بكل مواجعها في إسقاط مسرحي جمع بين التاريخ و الذاكرة ، بين الماضي والحاضر ، بين الشعر والمسرح في مزهرية عطرة ترفض أن تبقى طي النسيان ، والمذياع العجيب يتنقل بخفة بين محطات الزمن لينقل لنا تلك الفكرة التي تقول أن المسرح لايزال يداوي عطبنا الفكري ، تخيلت وأنا ألامس تلك المشاهد الورقية كيف ستكون فوق الخشبة ، كيف سيخرجها أصحابها من العتمة تحت بريق المؤثرات ، إنها هيبة المسرح الذي يخلق في الإنسان محطة يطير من خلالها نحو الوجود ، نحو الوفاء الأبدي لتاريخ جريح يحتاج إلى الكثير من الضمادات ، ولا أخال مسرحية ما قبل النور إلا ضمادا لطيفا لأرواحنا المتعبة .
شكرا لجمعية ٱثار العابرين على هذا العناق الدافئ بين الفنون ، بين القصيدة والقصة ، بين الرواية والمسرح ، بين التمثيل والتجسيد ، بين الأفكار النيرة للجمهور المتذوق ، فكان النقاش نصا مسرحيا جديدا تشارك فيه الحاضر ون أحداثه ، ومشاهده فكان النص محظوظا به كما كانوا هم بدورهم أوفر حظا لمعايشة تفاصيله.
شكرا لفرقة المسرح الحديد بكل جنودها المهفهفين ."
واقول انا بدوري شكرا لخديجة وشكرا للمسرحي زينو بن حمو الذي تناول في عمله هذا جانب من تاريخ وهران المنسي وهي المجزرة التي وقعة بالمكان المسمى "الطحطاحة" بالمدينة الجديدة التي وقع عن طريق سيارتين مفخختين من طرف المنظمة الارهابيةالسرية O.A.S التي كثفت من عملياتها في الربع ساعة الاخير قبل استقلال الجزائر والشيء الجميل في المسرحية ان الشاب بن حمو وضف رموز المدينة كابطال في العمل الدرامي ولم يحتفظ بالبطل الوحيد المكرس كما اعتدنا عليه من قبل بل كان الشعب كله هو البطل في هذا العمل المتكامل الذي زاوج فيه بين اللغة الفصحى وبين العامية التي هي لغة اغلبية الشعب التي يفهمها.
حظ سعيد للمسرحية في اول عرض لها الذي سيكونحسب منتجها نهاية الشهر المقبل.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire